منتديات طلب العلم الشرعي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات طلب العلم الشرعي

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله به طريقاً إلي الجنة . رواه مسلم .
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 من آثار الداروينية: نفي فكرة الغاية والقصد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
للحق حراس




المساهمات : 4
تاريخ التسجيل : 30/07/2009

من آثار الداروينية: نفي فكرة الغاية والقصد Empty
مُساهمةموضوع: من آثار الداروينية: نفي فكرة الغاية والقصد   من آثار الداروينية: نفي فكرة الغاية والقصد I_icon_minitimeالخميس 30 يوليو - 20:33

من آثار الداروينية: نفي فكرة الغاية والقصد

من الحقائق التي تتطابق عليها الأديان وتتضافر على الإيمان بها العقول والفِطَر السليمة أن للوجود الإنساني على الأرض غاية مقصودة أرادها الخالق واقتضتها حكمته النافذة ومهما اختلفت الآراء والمذاهب في ماهية هذه الغاية وتصورها، فإن حقيقتها العامة لا تقبل الجدل.
وهذه الحقيقة درجت الأجيال البشرية المتعاقبة على الإيمان بها ليس لأنها منبثقة عن فكرة الخلق المستقل – كما يتوهم دعاة التطور – بل لأن الفكرتين كلتيهما عميقتان في التصور الإنساني مركوزتان في الفطرة البشرية.
لذلك نجد أن الرسالات السماوية لم تأت لإثبات هذه الغاية بل للتذكير بها وإيضاح حقيقتها. وكذلك نلاحظ أن المباحث الفلسفية كانت تركز جهدها على الخوض في العلل الغائية للأشياء لتبني عليها نظرياتها عن الكون والحياة ولا تبالى كثيراً بالعلل الصورية. فكان الفلاسفة يجهدون أنفسهم في البحث حول الغاية من خلق الإنسان ووظيفته في الوجود دون أن يهتموا كثيراً في كيفية الخلق وعللها المباشرة.
فلما ظهرت نظرية التطور العضوي ونادت بأن الإنسان وليد سلسلة طويلة من التطورات المتعاقبة بدأت من جرثومة في مستنقع آسن وانتهت في خط سيرها المتخبط إلى صورته الراهنة لم يعد هناك ما يدعو إلى التفكير في الغاية من خلق الإنسان.
إن هذه النظرية تنسب عملية التطور إلى العوامل الطبيعية البحتة والطبيعة كما قال داروين (( تخبط خبط عشواء )) وإذن فإنه من العبث أن نبحث عن غاية مرسومة وهدف مقصود لعملية الخلق وللوجود الإنساني. فلو أن الطبيعة وهبت الضفدعة – مثلاً – القدرة على التطور ومنحتها ما منحته صدفةً واعتباطاً للإنسان لكانت هي سيدة المخلوقات. وقد قال جوليان هكسلي:(( مِن المُسَلَّم به أن الإنسان في الوقت الحاضر سيد المخلوقات ولكن قد تحل محله القطة أو الفأر )) عن "معركة التقاليد" لمحمد قطب -ص52.
وكان ظهور هذه النظرية في عصر إزدهار النظرية الميكانيكية أحد العوامل المشجِعة على قبولها فكلا النظريتين ترجع الحوادث الكونية كلها إلى قوانين الطبيعة العمياء فراراً من نسبتها إلى إله الكنيسة.
ويشيد الفيلسوف الملحد برتراند رسل بالأثر الدارويني في هذا المجال قائلاً:
(( بالرغم من أنه لا يزال في إمكان الفيلسوف أو عالِم اللاهوت أن يقول أن لكل شئ غرضاً ظهر أن الغرض ليس فكرة نافعة حين نبحث في القوانين العلمية، وقد قيل في الإنجيل أن القمر قد خُلِق لينير بالليل ولكن العلماء مهما كانوا متدينين لا يعتبرون ذلك إيضاحاً علمياً لأصل القمر ولقد كان عمل داروين فاصلا بهذه المناسبة فالذي فعله جاليو ونيوتن من أجل الفلك فعله داروين من أجل علم الحياة. إن الذي جعل من الممكن تفسير التكيف دون الكلام عن الغرض لم يكن حقيقة التطور بل كان الميكانيكية الداروينية كما تتضح من تنازع البقاء وبقاء الأصلح فالاختلاف الاعتباطي واختيار الطبيعة لا يستخدمان إلا العلل الصورية )) عن "أثر العلم في المجتمع" ل برتراند رسل، ترجمة تمام حسانص 12و13.
ونجم عن ذلك أن أهملت العلوم الغربية بجملتها فكرة ( الغائية ) بحجة أنها لا تهم الباحث العلمي ولا تقع في دائرة عمله وتحللت علوم الطب والفلك والجيولوجيا والأحياء وسائر العلوم من التأثيرات الدينية. وأدى الإيمان بهذه الفكرة إلى اعتناق فكرة هزيلة لا قيمة لها ولا وزن في حساب العلم تلك هي فكرة المصادفة فبعد أن أبطل ( باستور ) أسطورة ( التولد الذاتي ) إلى الأبد لم يجد دعاة الإلحاد والهاربون من الدين ما يسترون به عورتهم إلا هذه النظرية التافهة.
وإنه لمن المدهش حقا أن يرى الإنسان الكثير ممن يسمون علماء يعتقدون أن الكون بدقته المذهلة وعظمته الهائلة وجد صدفة واعتباطاً، قال الله تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ} [سورة ص الآية 27].
هذا على المستوى النظري أما على مستوى الحياة الواقعية فقد كانت النتائج مروعة إذ تزعزعت قيمة الحياة لدى الناس لا سيما ذوى الإحساس المرهف واستبد بهم شعور يائس بالقنوط والضياع وظهرت في أوروبا أجيال حائرة مضطربة لا تطمح إلى غاية ولا تفكر في هدف وخيم الخواء الروحي على المثقفين بصفة خاصة وأصبح شغلهم الشاغل هو البحث عن الذات المفقودة واستكانة أسرار النفس. وذلك هو المناخ الخصب الذي استغله اليهود لبذر نظرياتهم الهدامة فجاء ( فرويد ) بالتحليل النفسي، و(برجسون ) بالروحية و(سارتر) بالوجودية.
يقول الفيلسوف ( جود ) تحت عنوان "تفاهة الحياة":(( إذا كان الماديون على حق فلا ينبغي أن نعتبر الحياة شيئاً مهما في صميم الكون نتخذه أساساً لتفسير سائر الموجودات الأخرى، بل أنها لا تعدو أن تكون حصيلة ثانوية قذف بها سير التطور مصادفة واتفاقاً أو هي تحوير عرضي للمادة أصبحت بموجبه تملك الشعور بذاتها )) عن "منازع الفكر الحديث" لجود، ترجمة عباس فضليص 40.
ولقد تجلى الشعور بتفاهة الحياة أكثر ما تجلى في الأدب الأوروبي حيث تلمح الإحساس بالضياع هو السمة العامة للمدارس الأدبية التي ظهرت عقب الحرب العالمية الأولى بصفة خاصة.
وهذا الشعور الناجم عن فقدان الإيمان هو العلة الحقيقية للتمزق الرهيب الذي تعانيه النفسية المعاصرة في الغرب رغم الرفاهية المادية المتناهية، ومن هنا أستحق هذا العصر أن يطلق عليه ( عصر القلق ) !!
ولقد صدق أحد العلماء، هو الشيخ عبد المجيد الزنداني من محاضرة شفوية، في قوله (( إن أشقى الناس جميعاً هو الذي يأتي إلى هذه الدنيا ثم يخرج منها وهو لا يدري لماذا جاء ولماذا خرج )).

منقول من كتاب "العلمانية: نشأتها وتطورها" لـ د. سفر بن عبد الرحمن الحوالي - رسالة ماجيستير
http://www.alhawali.com

منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
من آثار الداروينية: نفي فكرة الغاية والقصد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حول آثار الفضائيات على المتدينين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات طلب العلم الشرعي :: عقائد وفرق :: قسم الفرق والمذاهب-
انتقل الى: