قيل في الشيخ ـ رحمه الله ـ مراثي كثيرة اخترت منها هذه المرثية وهي : للأستاذ سلمان بن زيد الجربوع .
لحظةً لا تغب,, وجوه الليالي *** كاسفات، تفيض حزناً وثكلا
وحناياك روضة من رياض الذكر *** أشهى من أن تمل وأحلى
وفتاواك في شفاه المريدين *** اشتياق على المشوقين يملى!
ومصلّاك ضارع يتلوّى *** هل تناهى إليك شوق المصلى؟
لو رأيت القصيم في حلة العرس *** كئيباً,, يصيح بالنعش,, مهلا
وحواليه من بنيه جموع *** تزرع الأفق ياسميناً وفلا
كان يزدان للقاء بيوتاً *** وحقولاً,, طفلاً غريراً وكهلا
وتغنت بك البطاح ربيعاً *** أنت أشهى منه مراحاً وظلا
كلهم كان في انتظارك,, عيناً *** تتملى، وخاطراً يتسلى
يتنادى بك المدى فننادي *** طائرات القدوم (أهلاً وسهلا)
القصيم الذي عهدت حنينٌ *** يغتلي حرقة ويلتاع وبلا
كلنا كان بين مد وجزر *** وحبال القضاء تفتل فتلا
ها هنا اصطفت القلوب تناغي *** أملاً من كوى الغيوب أطلا
لفنا باليقين برداً ونوراً *** ونمانا لسدرة الحب أصلا
ودعانا لعالم من مجالي الخلد *** أغلى من أن ينال وأعلى
عالم مبهر، فلم تر عين *** قبله مثله دياراً وأهلا
وتراءى لنا على البعد طيف *** أي حسن بدا ونور تجلى؟!
إنه حسنه المهيب ووجه *** يستثير الرؤى جلالاً ونبلا
أهنا يرقد الحبيب ملما *** بشتات العلم السني مدلا؟!
أهنا يرقد الحبيب,, أفيقي *** يا يد الحلم، فالجمال تدلى
أهنأ يرقد الحبيب,, فهلا *** طفت شعراً على مغانيه هلا
قال: قد رُمت وصفه قلت: من لي؟ *** قال: وفيت حقه، قلتُ: كلا
واستفقنا، فمُ الزمان رثاء *** يُهجر الأنس في ذراه ويُقلى
والعثيمين رحلة ما توانت *** تملأ الخافقين علماً وبذلا
والعثيمين صفحة من كتاب *** في يد الموت قد طواها، وولّى
والدُّنا دمعة تعزي زماناً *** كنت فيه السفر العظيم الأجلا!
شفك السقم يا طهور السجايا *** واحتوتك الدروب وعراً وسهلا
وتساميت راضياً مطمئناً *** ينبت البؤسُ في شفاهك فألا
ثابت القلب في يمينك سيف *** من يقين يفل سقمك فلاا
ياخدين العلوم لُحت رياضاً *** تتمشى نهراً وتختال نخلا
كنت تتلو الصباح غضاً ندياً *** ما عرفت الصباح قبلك يتلى
والليالي تنام في صدرك الرحب *** فليست تحس حقداً وغلا
ضمك الليل عالماً من خشوع *** يغسل القلب في مجاليه غسلا
أين لا اين دمعةٌ منك تروي *** عطش القلب، كم شكا القلب محلا
اين لا أين حلقة منك تشفي *** علة العقل، كم شكا العقل جهلا
قد فقدناك، والأماني انتظار *** فالمساءات بالمسرات حبلى
------------------------
[1] للشيخ تراجم مفردة وتراجم مع غيره من العلماء والذي وقفت عيها هي من المفردة : ابن عثيمن الإمام الزاهد للدكتور ناصر الزهراني ، صفحات مشرقة في حياة الشيخ محمد ابن عثيمن لإحسان العتيبي ، الجامع لحياة العلامة محمد بن صالح العثمين لوليد الحسن ، أما مع غيره : علماؤنا 42 ، مجلة الحكمة العدد :2 .
[2] الجامع لحياة الشيخ ، وليد الحسن ، 154
[3] ومن اراد المزيد فليراجع ما خطه وليد الحسن في ترجمة الشيخ ، 72 .
[4] وهو الذ اقترح على الشيخ ـ رحمه الله ـ عقد لقاء خاص بالقضاة ، كما ذكر لي فضيلته وذكر ذلك وليد الحسن . 115
[5] قال وليد الحسن : ( الشيخ سليمان بن ناصر العلوان من أبرز المتخصصين بعلم الحديث في منطقة القصيم وليس من تلاميذ شيخنا أبي عبدالله العثيمين ـ رحمه الله ـ وكان الشيخ يسأله عن بعض الأحاديث ، وطلب الشيخ منه أن يوافيه بكل ملحوظاته عن كتبه ومنها شرح كتاب التوحيد ) !!! 86 .، وذكر لي الشيخ سليمان الفهيد مدير مركز الدعوة والإرشاد والأوقاف بحفر الباطن أنه حمل بعض أسئلة الشيخ محمد ـ رحمه الله ـ في الحديث للشيخ سليمان العلوان ثم حمل رد الشيخ سليمان . ذكره يوم السيت الموافق 28/7/1423هـ