منتديات طلب العلم الشرعي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات طلب العلم الشرعي

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله به طريقاً إلي الجنة . رواه مسلم .
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 القائد الربانى يوسف بن تاشفين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فارس الاسلام




المساهمات : 175
تاريخ التسجيل : 29/07/2009

القائد الربانى يوسف بن تاشفين Empty
مُساهمةموضوع: القائد الربانى يوسف بن تاشفين   القائد الربانى يوسف بن تاشفين I_icon_minitimeالسبت 1 أغسطس - 5:23

القائد الربانى يوسف بن تاشفين


400 - 500 هـ / 1009- 1106م


أ - نسبه:
يوسف
بن تاشفين بن إبراهيم اللمتونى الصنهاجي, وأُمُّه بنت عم أبيه فاطمة بنت
سير بن يحيى بن وجاج بن وارتقين، وكانت قبيلته قد سيطرت بسيادتها وقيادتها
على صنهاجة، واحتفظت بالرئاسة منذ أن جعلها الإمام ابن ياسين فيها بعد
وفاة الأمير يحيى
ابن إبراهيم الجدالى ، فنما عزيزًا كريمًا فى قَومه.

قال عنه المُؤَرِّخُون من أمثال أشياخ: «خلق للزعامة»
ملك له الشَّرَفُ العلى من حمير وإن اتهموا صنهاجة فهم هـــم
كان يوسف أسمر اللون نقيُّه, معتدل القامة، نحيف الجسم، خفيف العارضين،
رقيق الصوت، أكحل العينين، أقنى الأنف، له وفرة تبلغ شحمة الأذن،
مقرون الحاجبين, أجعد الشعر

كان
يجمع بين جمال الطلعة وجمال الجسم، وبين أبدع المواهب، كان بطلاً شجاعًا،
نجدًا حاذقًا، جوَّادًا كريمًا، زاهدًا فى زينة الدنيا، عادلاً متورعًا,
متقشفًا, لباسه الصوف، وطعامه خبز الشعير، ولحوم الإبل وألبانها
كان عزيز النَّفس كثير الخوف من الله.

كان يجمع الصفح والعفو عن الذنوب مهما كبرت ما عدا الذين يرتكبون الخيانة فى حق الدِّين فلا مجال للعفو عنهم
ربَّته
الأحداث وصاغت من شخصيته قائدًا فذًا، وبرهنت الأيامُ على أنه له مقدرة
على فهم واقعه, قادر على النهوض بقَومه وشعبه وجيشه نحو حياة إسلامية
حضارية أفضل.

تلقَّى
يوسف تعاليمه الأولى فى قلب الصحراء من أفواه المُحَدِّثِين والفقهاء،
ونما وترعرع وتربَّى على تعاليم الإمام الفقيه ابن ياسين، ونبغ فى فنون
رجال الحرب، وفى السياسة الشرعية التى تتلمذ على الفقهاء فيها، وقام بها
خير قيام, وسنرى ذلك - بإذن الله- فى بحثنا هذا.

تذكُر
كتب التَّارِيخ أنه تزوج زينب النفروية بعد أن طلَّقها ابن عمه أبو بكر بن
عمر عندما عزم على السفر إلى الصحراء للجهاد والدعوة والإصلاح، فقال لها:
أنت امرأة جميلة بضَّة، لا طاقة لك على حرارة الصحراء، وإنِّى مطلقك؛ فإذا
انقضت عدتك فانكحى ابن عمى يوسف بن تاشفين، وتزوَّجها يوسف بعد تمام
عدَّتِها، وكانت زينب بنت إسحاق مشهورة بالجمال والرئاسة, بارعة الحسن,
حازمة, لبيبة, ذات عقل رصين, ورأى سديد, ومعرفة بإدارة الأمور، فكانت
نِعْمَ الزوجة المعينة لزوجها, وقد

مدحت كتب التَّارِيخ هذه المرأة, واعتبرتها من خيرة نساء دولة المرابطين، وتوفيت
عام 464هـ/ 1071م.

وتزوَّج الأمير يوسف من سيدة أندلسية تُدعَى قمر ولا تذكر كتب التَّارِيخ عنها شيئًا، ويقال: هى التى أنجبت الأمير عليولى العهد، وأمير الأَنْدَلُس والمغرب بعد والده.
وتزوَّج يوسف امرأة تسمى عائشة, وأنجبت له الأمير محمد الذى نسب إليها فصار يدعى محمد ابن
عائشة، وَرُزِق يوسف مجموعة من الذكور والإناث بكرهم تميم الذى توفى غداة
معركة الزلاقة وكان واليًا على سبتة، وعليٌّ الذى تولى الإمارة بعده،
وإبراهيم
,ومحمد الذى كان أحد القادة البارزين فى جيش والده وأمَّا بناته فهما: كونة ورقيَّة

ب - المراحل العسكرية التى مر بها يوسف فى جيش المرابطين:
1- 448-452هـ / 1056-1060م:
كان
فى هذه المرحلة مجرد قائد من قواد المرابطين يتلقَّى الأوامر وينفِذُها
بكل نجاح، وكانت هذه المرحلة غنية بالتجارب والخبرات التى شحذت ذهنه
وأهَّلته للمرحلة التالية، فكأنَّها كانت ممارسة للسلطة، والاطلاع على
خفاياها دون تحمُّل المسئولية، استطاع بعدها تسلُّم الإمارة بكل الأوامر
التى وكِّلت إليه بكل همة ونشاط ودون تردد، وقاد المرابطين إلى النصر فى
ميادين الجهاد والعزة والكرامة والشرف.

وظهر
نجم يوسف للمرابطين فى معركة الواحات 448هـ - 1056م التى كان فيها قائدًا
لمقدمة جيش المرابطين المهاجم، وبعد فتح مدينة سجلماسة عيَّنه الأمير أبو
بكر واليًا عليها، فأظهر مهارة إدارية فى تنظيمها، ثم غزا بلاد جزولة وفتح
ماسة ثم سار إلى تارودانت قاعدة بلاد السوس وفتحها, وكان بها طائفة من
الشيعة البجليين نسبة إلى مؤسسها على بن عبد الله البجلي، وقتل المرابطون
أولئك الشيعة, وتحوَّل مَن بقى منهم على قيد الحياة إلى السنة.

ثم جاء دور أغمات، كانت مدينة مزدهرة حضاريًّا إذ كانت أحد مراكز النصرانية القديمة, ومقرًا للبربر المتهودين، كان يحكمها الأمير لقوط بن يوسف بن على المغراوي.
تلقَّى يوسفُ التعليمات من الأمير أبى بكر بالزحف نحوها, ومهاجمتها, ودكِّها، ودخل المرابطون المدينة (449هـ/ 1057م).
وسار
المرابطون وفى جملتهم يوسف نحو دولة برغواطة «الدولة الكافرة الملحدة»
ونشبت المعارك بين الفريقين، وأصيب خلالها الإمام ابن ياسين بجراح بالغة
توفى على أثرها كما علمتَ فى 451هـ / 1059م.

كان استشهاد الإمام الفقيه عبد الله بن ياسين البداية الأولى فى دفع يوسف إلى رئاسة الدولة الناشئة.
إذ
إن جانب الإمامة يغلب على جانب الإمارة فى عهد الإمام ابن ياسين، وبعد
وفاته تولَّى أبو بكر بن عمر، فرجح جانب الإمارة على جانب الإمامة، وأخذت
الدولة الناشئة تتحول إلى طابع سياسى جديد, ومرَّت بها ظروف تتطلب رجالاً
من طراز يوسف بن تاشفين.

وعندما
دخل أبو بكر بن عمر بجيوشه إلى الصحراء, وأناب ابن عمه يوسف على المغرب,
ظهرت خلالها مواهب يوسف العسكرية والإدارية والتنظيمية والحركية والدعوية،
وسلم النَّاسُ بزعامته, وبدأ فى تأسيس دولته بالحزم والعلم والجد
والمثابرة والبذل والعطاء.

وعندما
رجع أبو بكر من الصحراء جمع أشياخ المرابطين من لمتونة وأعيان الدولة،
والكُتَّاب والشهود، وأشهدهم على نفسه بالتخلى ليوسف عن الإمارة، وعلَّل
الأمير أبو بكر هذا التنازل لابن عمه يوسف لدينه وفضله وشجاعته وحزمه
ونجدته وعدله وورعه وسداد رأيه ويمن نقيبته، وأوصاه الوصية التالية «يا
يوسف إنِّى قد ولَّيتُك هذا الأمر وإنِّى مسئول عنه؛ فاتق الله فى
المُسْلِمين, وأعتقنى وأعتق نفسك من النار، ولا تُضيِّع من أمر رعيتك
شيئًا؛ فإنَّك مسئول عنهم، والله تعالى يصلحك ويمدك ويوفقك للعمل الصالح
والعدل فى رعيتك, وهو خليفتى عليك وعليهم
»

ويحلو
لبعض الكُتَّاب من المؤرخين أن يُفَسِّرَ هذا الإيثار والتنازل عن المُلك
بإن أبا بكر خشى من سطوة يوسف الذى أظهر له عدم استعداده التنازل عن
الملك؛ وسيرة الرجُلين من الصلاح والتقوى تنافى ادعاءهم الباطل.

2- فتح المَغْرِب الأقصى الشَّمَالى 454هـ - 477هـ :
قام
يوسف بن تاشفين نحو المغرب الشَّمَالى لينتزعه من أيدى الزناتيين, واستخدم
من أجل تحقيق هذا الهدف المنشود إرسال الجيوش للقضاء على جيوش المخالفين
مستفيدًا من الخلافات السياسية بين قادة المدن، فحالف بعضها من أجل قتال
الباقي، واستطاع أن يدخُلَ مدينة فاس صلحًا عام 455هـ، ثم تمرَّد أهلها
عليه إلا أنه استطاع إخماد جميع الثورات التى قامت ضد المرابطين بجهاده،
وكفاحه المستمرِّ، حتى تمَّ له فتح جميع البلاد من الريف إلى طنجة عام
460هـ / 1067م.

وأعاد فتح فاس عنوة بحصار ضربه عليها بجيش قوامه مائة ألف جندى عام 462هـ/
1069م, فقضى على شوكة مغراوة وبنى يقرن وسائر زناتة، ونظم المساجد
والفنادق وأصلح الأسواق، وخرج من فاس عام 463هـ إلى بلاد ملوية وفتحها
واستولى على حصون وطاط من بلاد طنجة



يتبع ان شاء الله....................




عدل سابقا من قبل فارس الاسلام في السبت 1 أغسطس - 5:25 عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فارس الاسلام




المساهمات : 175
تاريخ التسجيل : 29/07/2009

القائد الربانى يوسف بن تاشفين Empty
مُساهمةموضوع: رد: القائد الربانى يوسف بن تاشفين   القائد الربانى يوسف بن تاشفين I_icon_minitimeالسبت 1 أغسطس - 5:24


3- لقب الإمارة:
بعد
هذه الانتصارات الناجحة استدعى شيوخ وأمراء المغرب من قبائل زناتة ومصمودة
وغمارة، وأكرمهم وبذل لهم العطاء وأحسن إليهم، وبايعوه على الإمارة وخرج
بهم يطوف فى أقاليم المغرب يتابع الأمراء ويحاسب الولاة، وينشر العدل
ويرفع المظالم فهابته النفوس، واقتنعت أنها أمام رجل دولة عبقرى فذ.

وبعد
أن رجع من تلك الجولَة التفقدية الإصلاحية سار بجيوشه عام (465هـ/1072م)
لغزو الدمنة من بلاد طنجة وفتح جبل علودان ، وفى عام (467هـ/1074م) استولى
على جبل غياثة وبنى مكود وبنى رهينة من أحواز تازا, وجعلها حد
ًّا
فاصلاً بينه وبين زناتة الهاربة إلى الشرق، وأبعد عن المغرب كلَّ مَن ظنَّ
فيه أنه من أهل العصيان، فأصبح خالصًا له مرتاحًا إلى طاعته مطمئنًا إلى
خلوده إلى السكينة والهدوء غير تواق للثورة عليه.

وأصبحت منطقة تازا ثغرًا منيعًا بينه وبين زناتة؛ ولذلك اعتبر المُؤَرِّخُون عام 467هـ/ 1074م فاصلاً فى تاريخ الدولة المرابطية إذ بسط يوسف نفوذه على سائر المغرب الأقصى الشَّمَالى باستثناء طنجة وسبتة.
وسيَّر
يوسف بن تاشفين إلى طنجة جيشًا من اثنى عشر ألف فارس مرابطى وعشرين ألفًا
من سائر القبائل, وأسند قيادته إلى صالح بن عمران عام 470هـ، وعندما
اقتربت جيوش المرابطين من طنجة برز إليهم الحاجب بن سكوت على رأس جيش وهو
شيخ يناهز التسعين، وانتصر المرابطون وفتحوا طنجة وقتل فى تلك المعارك
الحاجب بن سكوت
وبعد فتح طنجة استأنف
الأمير يوسف توسُّعَه نحو الشرق لمطاردة زناتة التى لجأت إلى تلمسان، وكان
هدفه القضاء على أى مقاومة تُهَدِّد دولة المرابطين فى المستقبل، وبدأت
عمليات الهجوم الوقائى التى استطاعت أن تحقق أهدافها وتهزم جيش تلمسان
المعادى وتأسر قائده معلى بن يعلى المغراوى الذى قُتل على الفور، ورجعت
كتائب المرابطين إلى مراكش, ثم عاد يوسف نحو الريف، وغزا تلك الأراضى وضم
مدينة تكرور ولم تعمر بعد ذلك.

ثم رجع بجيوشه نحو وهران وتنس وجبال وانشريش ووادى الشلف حتى دخل مدينة الجزائر, وتوقف عند حدود مملكة بجاية التى حكمها بنو حمَّاد -فرع من صنهاجة.
وبنى يوسف فى مدينة الجزائر جامعًا لا يزال إلى اليوم ويُعرف بالجامع الكبير.
وعاد
إلى مراكش عام 475هـ/1081م وبذلك توحَّد المغرب الأقصى بعد جهاد استمرَّ
ثلاثين عامًا، وأصبحت دولة المرابطين فى مرحلة التَّمكين الفعلية, وفى عام
476هـ / 1083م وجَّه الأمير يوسف ابنه المُعزَّ فى جيش إلى سبتة لفتحها إذ
كانت المدينة الوحيدة التى لم تخضع له, كان يحكُمُها بعد وفاة الحاجب بن
سكوت ابنه ضياء الدولة يحيى, فحاصرها المعزُّ برًا وبحرًا, ودارت معركة
بحرية طاحنة، وفى نهاية المطاف استطاع المرابطون أن يفتحوا سبتة، وقتل
ضياء الدولة بعد أن ألقى القبض عليه، وكان ذلك عام 477هـ/ 1084م
.
بعد هذه الجولة الجهادية الموفَّقَة تم توحيد المغرب الأقصى بجميع نواحيه
بعد عمل جادٍّ مستمرٍّ، وأصبحت الدولة المرابطية قُوَّة لا يُستهان بها
تُشكل خطرًا على النصارى فى الأندلس، وملجأً وحصنًا للمسلمين فى الأندلس،
حيث إن النصارى استفحل خطرهم فى الأَنْدَلُس، حيث قامت دويلات فى كل مدينة
وصلت إلى ثلاث وعشرين دويلة تناحرت فيما بينها، وعُرف حكامها بملوك
الطوائف وتلقَّبوا بالألقاب الخلافية كالمأمون والمعتمد والمستعين
والمعتصم والمتوكل إلى غير ذلك من الألقاب، ووصف هذه الحالة المشينة
الشاعر أبو على الحسن بن رشيق:

مما يزهدنى فى أرض أندلس

سماع مقتدر فيها ومعتضد


ألقاب مملكة فى غير موضعها

كالهرِّ يحكى انتفاضًا صولة الأسد


لقد
آلت أوضاع الأَنْدَلُس إلى السوء، وأصبحت لا حول لها ولا قُوَّة مما شجع
النصارى على توجيه ضربات إلى المُسْلِمين، وقد شنوا حربًا لا هوادة فيها
نابعة من شعورهم العدائى للعرب والمُسْلِمين، تهدف إلى طردهم من إسبانيا،
وبدأت هذه الحرب بدافع الحقد الصليبي, وأضافوا إليها مع مرور الأيام عامل
القَومية وأطلقوا عليها حرب الاسترداد

ولم
تكن للمقاومة الإسلامية فى الأَنْدَلُس القدرة على إيقاف المدِّ الصليبى
الزاحف للخلاص من المُسْلِمين، فاضطرَّ أهل الأَنْدَلُس إلى طلب العون من
المرابطين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
القائد الربانى يوسف بن تاشفين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات طلب العلم الشرعي :: السير والتاريخ الإسلامي :: سير الاعلام-
انتقل الى: