فارس الاسلام
المساهمات : 175 تاريخ التسجيل : 29/07/2009
| موضوع: صورة صادقة للولاء والبراء......... الجمعة 31 يوليو - 18:00 | |
| روى البخارى ومسلم – رحمهما الله – واللفظ لمسلم: عن جابر بن عبد الله – رضى الله عنه – قال: كنا غزاة ، فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار ، فقال الأنصارى: يا للأنصار ، وقال المهاجرى: يا للمهاجرين ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "ما بال دعوى الجاهلية؟ قالوا: يا رسول الله كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار ، فقال: "دعوها إنها منتنة". فسمعها عبد الله بن أُبى فقال: قد فعلوها ، والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعزُّ منها الأذل ، قال عمر: دعنى أضرب عنق هذا المنافق ، قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "دعه ، لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه" ([1]). قال محمد ابن اسحاق: عن عاصم بن عمرو بن قتادة: أن عبد الله بن عبد الله بن أُبى لما بلغه ما كان من أبيه أتى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: يا رسول الله ، إنه بلغنى أنك تريد قتل عبد الله بن أُبى فيما بلغك عنه ، فإن كنت فاعلا فمرنى به ، فأنا أحمل إليك رأسه ، فوالله لقد علمت الخزرج ما كان لها من رجل أبر بوالديه منى ، إنى أخشى أن تأمر به غيرى فيقتله ، فلا تدعنى نفسى أنظر إلى قاتل عبد الله بن أُبى يمشى فى الناس فأقتله ، فأقتل مؤمنا بكافر ، فأدخل النار ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "بل نترفق به ونحسن صحبته ما بقى معنا". وذكر عكرمة وغيره: أن الناس لما قفلوا راجعين إلى المدينة ، وقف عبد الله بن عبد الله بن أُبى بن سلول على باب المدينة ، واستل سيفه ، فجعل الناس يمرون عليه ، فلما جاء أبوه عبد الله بن أُبى قال له ابنه: وراءك ، فقال: مالك ويلك؟! قال: والله لا تجوز من هاهنا حتى يأذن لك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، وكان يسير فى ساقة ([2]). فشكا إليه عبد الله بن أُبى ابنه فقال الابن: والله يا رسول الله لا يدخلها حتى تأذن له ، فأذن له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، فقال: أما أذن لك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فَجُزْ الآن" ([3]) [انتهى كلام ابن اسحاق] فانظر إلى عمق هذه المعانى الإيمانية فى نفوس الصحابة الكرام ، فكانوا لا يُبالون بآبائهم وأمهاتهم إذا كانوا معاندين لشرع الله ، محاربين لله ولرسوله (صلى الله عليه وسلم). إنه الإيمان الصادق الذى جعل حبهم أولا لله عز وجل ، ولرسوله (صلى الله عليه وسلم) ونصرتهم لدين الله ، ولذلك استحق الصحابة أن يكونوا قادة البشرية إلى السعادة الأبدية بعد الأنبياء الكرام ، فرضى الله عنهم وأرضاهم ، وإلى لقاء قادم ، أستودعكم الله ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ([1]) رواه البخارى (8/652) التفسير ، ومسلم (3/426). ([2]) أى يسوق أصحابه أمامه (صلى الله عليه وسلم). ([3]) تفسير ابن كثير (4/359) وأصل الخبر عند الترمذى فى السنة (5/90) وقال: هذا حديث حسن صحيح. [b][size=21][b] منقول[/b][/size][/b] | |
|